"في يومها العالمي".. الإذاعة: 100 عام من البث وما زالت الوسيلة الأكثر قدرة على الوصول إلى الجميع

"في يومها العالمي".. الإذاعة: 100 عام من البث وما زالت الوسيلة الأكثر قدرة على الوصول إلى الجميع

تحتفل الأمم المتحدة في 13 فبراير باليوم العالمي للإذاعة، الذي يتزامن هذا العام مع مرور 100 عام على أول بث إذاعي مباشر على الأثير. 

تقول المديرة العامة لليونسكو إن هذا المعلم البارز يُذكرنا بأن الإذاعة منذ اختراعها في أواخر القرن الـ19 "ما زالت الرفيق الدائم الذي يجمعنا حول لحظات قوية ومشاعر مشتركة"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وترى المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أن الإذاعة -رغم التأثير المتزايد للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي- ما زالت مصدرا للإعلام والترفيه من الصف الأول، إذا تشير التقديرات إلى أن عدد مستمعيها تخطى 4 مليارات.

تنبع أهمية الإذاعة أيضا، وفق اليونسكو، من أنها الوسيلة الإعلامية التي تصل إلى أي مكان يتعذر على الوسائل الأخرى الوصول إليه؛ عام 2023، لم ينتفع ثلث سكان العالم بالاتصال اللائق بشبكة الإنترنت، وارتفعت النسبة إلى نصف سكان المناطق الريفية. 

وأثبتت الإذاعة دائما أنها الوسيلة الإعلامية التي تتفوق على سائر الوسائل الأخرى من حيث الشمول وسهولة المنال وخاصة في أوقات الأزمات، كما قالت أزولاي في رسالة خاصة بمناسبة اليوم العالمي.

كيف نشأت فكرة اليوم العالمي للإذاعة؟

أعلن المؤتمر العام لليونسكو اليوم العالمي للإذاعة في دورته السادسة والثلاثين في عام 2011، ثم اعتمدته الدورة السابعة والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012. ووقع الاختيار على الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة في يوم 13 فبراير من كل عام، الذي يصادف الذكرى السنوية لإنشاء إذاعة الأمم المتحدة في عام 1946.

وجاء إعلان اليوم العالمي للإذاعة نتيجة عملية تشاور واسعة النطاق شملت مشاركة كل الجهات المعنية، التي تضم رابطات أو هيئات البث الإذاعي، ومحطات الإذاعة العامة والتجارية والمجتمعية والدولية، والمؤسسات ووكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها، والمنظمات غير الحكومية، والجامعات، والمؤسسات والوكالات الإنمائية الثنائية، وكذلك اللجان الوطنية لليونسكو والوفود الدائمة التي تمثل الدول الأعضاء فيها، بشأن اقتراح قدمته الأكاديمية الإسبانية للإذاعة.

ما الهدف من اليوم العالمي للإذاعة؟

يوفر اليوم العالمي للإذاعة فرصة للاحتفال بمقومات الإذاعة باعتبارها وسيلة إعلامية، ويوفر أيضاً فرصة لتعزيز التعاون الدولي بين هيئات البث الإذاعي، من أجل تشجيع الشبكات الرئيسية ومحطات الإذاعة المحلية على تعزيز الحصول على المعلومات والانتفاع بها والتمتع بحرية التعبير.

ويرمي اليوم العالمي للإذاعة إلى تحقيق عدد من الأهداف تتمثل فيما يلي: توعية عامة الناس ووسائل الإعلام بشأن قيمة الخدمات السمعية العامة، وتشجيع متخذي القرارات على تعزيز الإذاعة الحرة والمستقلة والتعددية، وتعزيز الربط الشبكي والتعاون الدولي بين هيئات البث.

ما الترتيبات التي تسنى وضعها؟

يمكن لأي شخص في جميع أرجاء العالم الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة من خلال بث برامج إذاعية أو تسجيلات صوتية مخصصة، أو تنظيم فعاليات لهذا الغرض. 

وتعمل اليونسكو على تنسيق الاحتفال بهذا اليوم في جميع أرجاء العالم، من خلال إشراك منظمات البث الإذاعي الدولية والإقليمية في عملية اختيار موضوع هذا اليوم كل عام، وحشد وتعبئة المحطات الإذاعية الخاصة والعامة وغير الربحية والمهنيين العاملين في مجال الإذاعة لدعم ومناصرة موضوع العام، وكذلك من خلال توفير مضامين غير خاضعة لحقوق المؤلف يمكن نشرها أو بثها، فضلاً عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وموقع شبكي مخصص لهذا الغرض استخداماً واسع النطاق لضمان المشاركة الافتراضية للمحطات الإذاعية في هذا الصدد.

ما الأمور التي تميّز الإذاعة كوسيلة إعلامية؟

تُعدّ الإذاعة وسيلة تواصل وإعلام منخفضة التكلفة، فهي تلائم المجتمعات المحلية وفئات المجتمع التي يصعب الوصول إليها بوجه خاص، وتتمتع بشعبية جارفة لدى المستمعين في جميع أرجاء العالم، إذ يمكن الاستماع إليها في السيارة، والاستعانة بها لمعرفة الطقس والمستجدات الرياضية وقت حدوثها، وهي أيضاً وسيلة يتخذها الإنسان رفيقاً وخليلاً في جوف الليل، ولها مآرب أخرى كثيرة. 

وتوفر الإذاعة الفرصة لجميع الأشخاص للمشاركة وإسماع أصواتهم، بغض النظر عن مستواهم التعليمي. وتُعدّ الإذاعة أيضاً وسيلة ضرورية إبّان حالات الطوارئ تتيح الحصول على معلومات موثوق بها حتى وقتنا الراهن، فقد تتضرر البنية الأساسية أو تنقطع الكهرباء من جرّاء الكوارث، وهو ما قد يتسبب في قطع سائر نُظم الاتصالات، ومنها شبكة الإنترنت مثلاً. وتطورت الخدمات الإذاعية وشهدت تغيّرات كثيرة، وهي تتحول في وقتنا الراهن من خلال الوسائل التكنولوجية الرقمية، فيمكن أن تصبح مثلاً إذاعة مرئية أو إذاعة متعددة المنصات، من خلال إتاحة البرامج الإذاعية في صيغة مدونات صوتية (البودكاست) أو استحداث مسلسلات إذاعية، وهو ما يمنح المستمعين المزيد من الحرية في اختيار وقت الاستماع إليها والأداة المستخدَمة للاستماع إليها.

تولي الأمم المتحدة اهتماما خاصا بالإذاعة، وتستخدمها في بعثاتها لنشر المعلومات الموثوقة والتوعية وتمكين السكان.. وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (أنميس) من أفضل الأمثلة على ذلك.

في جنوب السودان يستمع إلى إذاعة مرايا التابعة للبعثة الأممية المتحدة نحو 70% من السكان.. وتغطي الإذاعة طائفة منوعة من أهم القضايا والأولويات.

 للتعرف أكثر على عمل راديو مرايا، يقول عضو البعثة الأممية بَن دوستي مالور، الذي عاد للتو من جنوب السودان حيث تولى منصب مدير الاتصالات بالبعثة قبل أن يستأنف عمله بأخبار الأمم المتحدة بالمقر الدائم للمنظمة في نيويورك إن راديو مرايا وهو المحطة الإذاعية التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان يقال عنه إنه مـلك أو ملكة المنصات الإعلامية هناك، لأنه أكبر المنصات وأكثرها انتشارا وشعبية في جميع أرجاء جنوب السودان.. إذا كان المرء يريد إرسال أي معلومات بسرعة وبشكل مباشر إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في جنوب السودان، فإن راديو مرايا هو المنصة المناسبة لذلك؛ لذا يعد جزءا مهما جدا من عمل الأمم المتحدة في جنوب السودان. 

وأوضح أن راديو مرايا يقدم مجموعة منوعة من البرامج التي تغطي جميع المجالات ذات الصلة بالسياسة والاقتصاد ومعيشة الناس وحماية المدنيين التي تعد جزءا أساسيا من ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. تتناول أيضا البرامج الإذاعية قضايا حقوق الإنسان وانتهاكاتها، وأيضا أمورا متعلقة بالانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر 2024.

وتابع: تهتم البعثة والإذاعة بإتاحة المساحة المدنية والسياسية المناسبة والمواتية لتمكين جميع مواطني جنوب السودان، من جميع الانتماءات والألوان، من المشاركة في التعبير عن قلقهم أو أفكارهم حول كيفية حكم البلاد وكيفية إجراء الانتخابات. لذلك هناك برامج للشباب أيضا تحظى بشعبية كبيرة، يتصل بها الأشخاص وتناقش القضايا المهمة.. هناك برامج للنساء وبرامج للأطفال.. في الواقع، في يوم الطفل الإفريقي في مايو، يُسلم المذيعون والمنتجون المحطة للأطفال الصغار الذين يأتون من مدارس مختلفة ويقومون هم بكل العمل المتعلق بالبرامج من الصباح حتى المساء، ومن الرائع للغاية مشاهدة هذه التجربة والاستماع إليها. 

وذكر أن السبب الرئيسي للبعثة يتمثل في مساعدة جنوب السودان على تحقيق النجاح والتخلص من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، لذا راديو مرايا بمثابة صوت السلام في البلاد الذي يُسهم في دعم قدرات الحكومة والمسؤولين والشخصيات غير الحكومية وفي إتاحة المجال لسماع كل صوت في جميع أنحاء البلاد ودعم العملية الديمقراطية. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية